منتديات عشاق الانمي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم نتمنى منك الأنضمام لاسرة الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم 02562f1ac83b9775a1b9f5dac8dab893 عشاق الأنمي الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم 02562f1ac83b9775a1b9f5dac8dab893
والتمتع بمواضيع المنتدى بالضغط على زر التسجيل
أما اذا كنت عضوا فنرجوا منك الضغط على زر الدخول
ونرجوا للجميع المتعة والفائدة ونتمنى من الجميع تقدير الجهود المبذولة
من قبل الأعضاء وتقديرها ولو بكلمة شكر
مع تحيات أدارة المنتدى

cheers
منتديات عشاق الانمي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم نتمنى منك الأنضمام لاسرة الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم 02562f1ac83b9775a1b9f5dac8dab893 عشاق الأنمي الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم 02562f1ac83b9775a1b9f5dac8dab893
والتمتع بمواضيع المنتدى بالضغط على زر التسجيل
أما اذا كنت عضوا فنرجوا منك الضغط على زر الدخول
ونرجوا للجميع المتعة والفائدة ونتمنى من الجميع تقدير الجهود المبذولة
من قبل الأعضاء وتقديرها ولو بكلمة شكر
مع تحيات أدارة المنتدى

cheers
منتديات عشاق الانمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات عشاق الانمي


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولموقع لرفع الملفات
الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم Jb13359312102 الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم SUR27988 الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم 7SB03460 الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم Jb13363304881 الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم Jb13359312101 الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم TP813019

 

 الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشق ناروتو
أدارة المنتدى
أدارة المنتدى
عاشق ناروتو


معلومات العضو الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم I_icon_latest_reply
الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم Syria10
ذكر
عدد المساهمات : 1236
نقاط : 7908
تاريخ التسجيل : 22/02/2011
العمر : 33
العمل/الترفيه : ممارسة فنون القتال-متابعة الأنمي-الرسم

الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم Empty
مُساهمةموضوع: الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم   الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 09, 2011 3:32 am

بسم الله الرحمن الرحيم
في رحاب شهادة الإمام محمد الجواد عليه السلام

مقدمة البحث

في ذكرى شهادة الامام أبوجعفر محمد الجواد )عليه السلام( أرتأيت أن أكتب شيئا يكون لله فيه رضى وأن أرزق شفاعة الإمام الجواد وبركاته التي هي أكثر من بركات هذه الدنيا الفانية ، وأن أشارك رفاقي وزملائي في المجمع العالمي لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع وفي موقع باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام رجالا ونساء حفظهم الله ممن يخدمون الطفل الرضيع ثواب هذا العمل ، فهم يعملون بصمت وتواضع ومن دون رياء ولا سمعة ولا يبتغون الا وجه الله وخدمة المولى رضيع الرباب المفدى . فالإمام الجواد إمام معصوم مفترض الطاعة ، وأواسي الإمام الحجة بهذه المناسبة الأليمة لعل رعاية جواد الأئمة وكريم أهل البيت تشملني , كما شملت الملايين من غيري ، ونحن لا نمتلك الا وجود هذه الأنوارالمحيطة بالعرش والتي شرفها على خلقه وأمرنا بطاعتهم وإتباعهم وولايتهم .. وأتمنى من الامام الجواد أن يقضي حاجاتي وحاجات المؤمنين والمؤمنات وحاجات شيعته ومحبيه في الدنيا وأن يمن عليهم بالشفاعة عند الله وعند جده المصطفى وجدته فاطمة الزهراء ، وجده علي المرتضى ، وأجداده الطاهرين من الأئمة المعصومين ، وأن يشفع لنا عند كريم أهل البيت الامام المظلوم الامام الحسن بن علي بن أبي طالب كريم أهل البيت والمجتبى عليه وعلى آبائه آلاف التحية والثناء.
وكلنا يعرف أننا أمام معارف أهل البيت لا شيء ونتمنى من الله العلي القدير أن يبصرنا حقائق ديننا ، وأن يفقهنا في الدين وأن يعرفنا بأئمتنا المعصومين في دار الدنيا حتى نتوفق لاتباعهم والسير على هداهم ومنهجهم الرباني .
وقبل الدخول في صلب الموضوع فإنني وبناء على تقارن ميلاد الإمام الجواد بميلاد باب الحوائج عبد الله الرضيع عليهما السلام ، وكلاهما باب من أبواب الحوائج ، وكل أئمتنا المعصومين أبواب الله سبحانه وتعالى في قضاء حوائج المؤمنين ، ولأنهما سلام الله عليهما قد أستشهدا عطاشى ، فعلي الأصغر أستشهد ضاميا لم يشرب الماء لثلاثة أيام ، والإمام الجواد أستشهد وقضى شهيدا وكبده يتلضى عطشا من شدة السم الذي دسته له زوجته أم الفضل بأمر من المعتصم الخليفة العباسي والذي كان أشد ظلما ووطأة على الأئمة المعصومين من أخيه المأمون.
لذلك ولإنبثاق فكرة إحياء اليوم العالمي للطفل الرضيع عليه السلام قبل أربع سنوات وهي إشارة المولى الرضا سلام الله عليه أبو الإمام الجواد الشهيد المظلوم الغريب في بغداد والمدفون بجانب جده باب الحوائج الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام. ولأن ولادة الطفل عبد الله الرضيع والإمام الجواد تقارنتا في العاشر من رجب المرجب ، وبما أن إحياء اليوم العالمي للطفل الرضيع عليه السلام جاء بإشارة من المولى الرضا ، فنسأل الله سبحانه وتعالى ونحن على أعتاب الذكرى السنوية الخامسة لليوم العالمي لباب الحوائج عبد الله الرضيع (علي الاصغر عليه السلام) التي تقام بمجالس التوسل لرضيع الحسين في صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام من كل عام بحضور النساء والأطفال الرضع وكم وكم حصلت من الكرامات والبركات ببركة دم الطفل الرضيع عليه السلام ، وقد أصبحت مجالس التوسل بالعبد الصالح روحي فداه عالمية ، فمنذ أن أقيمت هذه المراسيم قبل أربع سنوات في حسينية المهدية في طهران حتى وصل الأمر هذا العام الى أن تقام في مختلف أنحاء العالم وهذه ببركة الدماء السائلات لرضيع كربلاء الذي صعد دمه الى السماء وأصبح شهيد الطفولة والبراءة والجمال. فنسأل الله سبحانه وتعالى بحق الدماء السائلات للطفل الرضيع أن يوفقنا لهذه الخدمة ما دمنا أحياء وأن لا يحرمنا من رداء الخدمة ومن هذه المنقبة وهذا الشرف العظيم في خدمة المولى المفدى باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام.

جواد الأئمة جواد كريم

إن معرفة الامام واجبة على كل مؤمن ومؤمنة وأبدأ أولا بنفسي وأسأل الله أن يوفقني لمعرفة أئمتي وسادتي وقادتي النجباء .. وحقيقة نحن لا نعرف عن حياة أئمتنا الا النزر القليل لذلك لا نتبعهم .. فلو عرفناهم حق المعرفة لاتبعناهم وتأدبنا بأدبهم وتخلقنا بأخلاقهم , ويؤسفني أنني لا زلت أجهل الكثير الكثير عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وأتمنى من الامام الجواد بحق شهادته ومظلوميته وغربته في بغداد أن يشفع لي عند الله لكي أعرف حقائق ديني وعلوم أئمتي ويتفضل علي الباري جل وعلى أن أتوفق لمعرفة رسوله حق معرفته لكي أفوز بشفاعته وأن أعرف أئمتي حق معرفتهم وأن أعرف فقههم وعلومهم وأحاديثهم وروياتهم حتى أبصر ديني وأعمل لآخرتي على بصيرة من أمري وهو ولي التوفيق . وكما جاء في الرواية عن عالم آل محمد الإمام الرضا أبي الجواد عليهما السلام حيث قال (ع) : ((تعلموا علومنا وعلموها الى الناس . فوالله لو علم الناس محاسن كلامنا لأتبعونا)).
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى إستشهاد الإمام التاسع من أئمة أهل البيت عليهم السلام، الامام محمد بن علي الجواد (عليه السلام) الذي هو أصغر أئمة أهل البيت حيث عاش ما يقارب خمسة وعشرين عاما وقضى نحبه في 29 ذي القعدة.

فيا لقصير العمـر طـال لموته * على الدين والدنيـا البكا والتألمُ
بفقدك قـد أثكلت شـرعة أحمد * فشـرعته الغـرّاء بعـدك أيِّمُ
عفا بعدك الاِسلام حزناً وأُطفئت * مصابيح دين الله فـالكون مظلمُ
فيـالك مفقوداً ذوت بهجة الهدى * لـه وهوت من هالة المجد أنجمُ
يمينـاً فمــا للـه إلاّك حجــة * يعاقب فيه مـن يشاءُ ويرحـمُ
ولـيس لآخذ الثأر إلاّ مـحجَّبٌ * بـه كلّ ركـنٍ للظلالِ يُهدَّمُ
جـواد يميـر السحب جـود يمينه * على أنّ فيض البحر راحته اليسرى
إمام يمدّ الشمس نـوراً فـإن تغب * كسـا بسنـا أنواره الاَنجم الـزهرا
فحق إذا أزهرت فـي صحن داره * ودرن على مـا حـول مرقده دورا
ومـذ زيّـن الاَفلاك أحسن زينـة * خضعن له لا بل سجدن لـه شكـرا
ومن يك موصولاً بأحمد فـي العُلى * تهيب غير الذكر فـي نعتـه الذكرا
مـدينة قـدس قـدّس الله سرّهـا * وشرّفها حتـى على عـرشه قـدرا

--------------------------******************-------------------

قال أحد أصحاب الامام الجواد عليه السلام له يوما : يا مولاي ، إني لأرجو أن تكون القائم من آل بيت محمد، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا فقال عليه السلام:
((ما منا الا قائم بأمر الله ، وهاد الى دين الله ، ولكن القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود ، ويملأ الأرض قسطا وعدلا ، هو الذي تخفى عن الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، وهو الذي تطوى له الأرض ، ويذل له كل صعب ، يجتمع اليه من أصحابه عدة أهل بدر، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض . وذلك قول الله : ((أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ، إن الله على كل شيء قدير)) .. فاذا إجتمعت له العدة من أهل الاخلاص ، أظهر الله أمره , وإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل , خرج باذن الله ، فلا يزال يقتل أعداء الله ، حتى يرضى الله)).
تصادفنا هذه الأيام شهادة الامام محمد الجواد إبن الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، الامام التاسع من أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام . ونحن بهذه المناسبة الأليمة نرفع تعازينا للامام صاحب العصر والزمان الحجة المنتظر المهدي الامام الغائب عجل الله تعالى فرجه ونشاركه هذا المصاب ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل في فرج إمامنا ومولانا صاحب العصر والزمان وأن تبصر أعيننا طلعته الرشيدة ويكتبنا الله لأن نكون من أنصاره وأعوانه والذابين بين يديه والمستشهدين في سبيله لإعلاء كلمة الحق ان شاء الله.
الامام محمد الجواد إمام كريم عرف بكريم أهل البيت لما يعطيه من حاجات لشيعته والمتوسلين به الى الله ، فأهل البيت هو الوسيلة والشفعاء الله لنا ، واذا أردنا من الله حاجة طرقنا بابهم فهم باب الله الذي منه يؤتى.
كانت ولادته في العاشر من شهر رجب لعام مائة وخمسة وتسعين (195) للهجرة في مدينة جده الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم (المدينة المنورة) ، وأمه خيرزان ، وكانت شهادته في السادس من شهر ذي الحجة لعام 220 للهجرة في الكاظمية ببغداد في العراق ، ودفن فيها الى جانب الامام موسى الكاظم عليه السلام ، وسمي قبريهما ومزاريهما بالكاظمين.
وكان الامام أبو جعفر محمد الجواد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ، الذي المعلم والرائد للنضهة الاسلامية ، حيث سطر أروع صور الدفاع عن الفكر الاسلامي والحكمة الاسلامية في عصره ، وقد حوى فضائل هذ الدنيا ومكارمها ، وفجر ينابيع الحكمة وهم في سن الخامسة من عمره حيث تقلد سمة الامامة والعصمة بعد أبيه الامام الرضا عالم آل محمد عليه السلام.
وقد أقبل عليه العلماء والفقهاء ورواة الحديث ، وطلبة الحكمة العلمية ، والثقافية في عصره ، وإنتهلوا الكثير الكثير من نمير علومه وآدابه ومعارفه عليه السلام. وكلنا يعرف تماما بأن الامام محمد الجواد عليه السلام هو أحد الأئمة المعصومين الأربعة عشر الذي كان له الفضل في تأسيس لعلوم وفقه أهل البيت عليهم السلام ، هذا الفقه الأصيل والمتطور الذي لا زلنا نحن نغترف منه لحياتنا .
عرف الامام عليه السلام بعبقريته وملكاته العلمية الهائلة ، وهذا هو الواقع المشرق لأئمة أهل البيت عليهم السلام .. فالله سبحانه وتعالى كما أمد أولي العزم من أنبيائه بالعلم ، فقد أمد أئمة الهدى من أهل البيت بالعلم والحكمة وفصل الخطاب ، فهو ولم يتجاوز عمره السبع سنين الا أنه تقلد زمام الزعامة والامامة الدينية بعد أبيه الامام الرضا عليه السلام ، وكان في علومه ومعارفه وهو في هذا السن من العمر خارق للعادة عليه السـلام .
لقد كرس جواد الأئمة عليه السلام في فترة من فترات حياته للعلم وتكريس ونشر معارف الاسلام والأداب الاسلامية ، وقد أرسى أصول وقواعد الفقه الاسلامي ، وقد إستغل مدة حياته الشريفة عليه السلام في علوم التفسير والفلسفة وعلم الفقه وعلم الكلام وقد أحتف به جمهور كبير من العلماء والرواة وهم يأخذون منه العلوم الاسلامية ويتتلمذون على يده.
وأحيط الامام محمد الجواد عليه أفضل الصلاة والسلام بهالة من الحفاوة والتكريم من قبل جميع الأوساط في عصره ، حيث كانت ترى في شخصيته وإماماته الربانية إمتدادا ذاتيا للولاية والإمامة الإلهية والربانية لآبائه العظام من الأئمة المعصومين الذين حملوا مشعل الهداية والنور الى البشرية ، ومع كل ما واجه من تلك الحفاوة وذلك التكريم الا أنه لم يحفل بتلك الظواهر التي أحيط بها وإنما آثر الزهد في الدنيا والتجرد عن جميع مباهجها ، على الرغم من أن الامام الجواد عليه السلام لم يلق من الناس أي ضغط إقتصادي طيلة حيانه وإنما حاش حياته مرفها غاية الترفيه..
لقد حوت شخصيته عليه السلام أروع صور الفكر والعلم والفقه ، وفضائل الدنيا ومكارمها ، فكان المعلم والرائد للنهضة العلمية والثقافية في عصره ، وقد أقبل عليه العلماء والفقهاء ، ورواة الحديث وطلبه الحكمة والمعارف ، وهم ينتهلون من نمير علومه وآدابه.
ولكن سمو الامام الجواد وعلو مقامه الشريف مما جعل المعتصم الخليفة العباسي أن يضيق على الامام وإرغامه على مغادرة يثرب والاقامة الجبرية في بغداد ، ثم دس اليه السم في وأستشهد عليه السلام وهو في ريعان شبابه..
وعند شهادته في منزله بالسم النقيع كان يتلوى كبده من شدة السم وكان يطلب الماء من زوجته أم الفضل فلا تسقيه الماء وتسكب الماء على الأرض ، وتطلب من الجواري أن يهللوا فرحا لكي لا تسمع ألم ولوعة الإمام الجواد سلام الله عليه الذي كان يتمنى أن يسقى جرعة من الماء وأستشهد وهو يلوذ بنفسه ويصبرها بمصاب جدته فاطمة الزهراء وجده أمير المؤمنين والإمام الحسن المجتبى وجده الحسين وأجداده الطاهرين وأبيه الإمام علي بن موسى الرضا عليهم السلام الذي قضى مظلوما بالسم من المأمون العباسي لعنة الله عليه.

المواجهة الأولى بين الامام الجواد والمأمون العباسي

في أحد الأيام خرج المأمون العباسي مع حاشيته للصيد ممتطين جيادهم يتسابقون الريح ومصطحبين معهم صقورهم وكلابهم ، قاصدين الصيد في السهول الممتدة حول مدنية بغداد.
وقد كانت بغداد في تلك الأيام مدينة كبيرة جدا تحيط بها مزارع الكروم والعنب والبرتقال وأشجار النخيل وتزينها الأعشاب الخضر والورود. وبينما كان موكب الخليفة العباسي يجتاز شوارع بغداد وهو يثير الذعر والرعب في قلوب أهلها ، صادف هذا الموكب مجموعة من الصبية الذين كانوا يلعبون ، ولما شعر هؤلاء الصبية باقتراب خيل الحاكم المأمون حتى هرعوا بالفرار والهروب في كل إتجاه خوفا من سطوته وسطوة حاشيته وأعوانه ، فكانت صورة الخلفاء والحكام العلاسيين مرعبة آنذاك ، فقد ترك أسلاف المأمون كهارون الرشيد والمنصور وهشام بصمات من البطش والارهاب والتنكيل والقتل في النفوس.
خلت الساحة من الأطفال ، عدا طفلا واحدا منهم ، الذي إنتصب شامخ الرأس أمام الموكب غير آبه به ولا خائف ولا منذعر، مما أثار دهشة الخليفة العباسي ، الذي أمر بإحضار الصبي اليه ، وخاطبه قائلا: (( لماذا لم تهرب مع بقية الصبية الآخرين ؟ فقال الصبي : مالي ذنب فأفر منه ، ولا الطريق ضيق فأوسعه عليك فسر حيث شئت .)).
فقال المأمون العباسي متعجبا من جرأة هذا الغلام : من تكون أنت ؟ قال : أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .
فقال المأمون : ما تعرف من العلوم ؟
فقال : سلني عن أخبار السموات .
لقد سأل المأمون الغلام الصغير عما يعرفه من العلوم ، والعلوم التي لا يعرفها الا من درسها ، وقضى السنين في تعلمها ، فكيف يسأل عنها غلاما صغيرا؟.
والجواب أن المأمون يعلم ذلك ، ولكنه بعد أن عرف أن الغلام هو إبن الامام الرضا عليه السلام ، وأنه فرع من الشجرة المباركة والزيتونه التي يضيء نورها كل شيء ولو لم يمسسه شيئا ، وهي شجرة النبوة والولاية والامامة لأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ، الذي يتوارثون العلوم والمعارف الالهية عمن سبقهم ، فسأله المأمون هذا السؤال الطبيعي.
إن جواب الامام الجواد عليه السلام وهو غلام لم يبلغ من العمر الا خمسة أو سبع سنين جعل المأمون العباسي يغرق في التفكير وهو يترك الامام ، هذا الغلام الحديث في السن ، نحو السهول المحيطة ببغداد .
وبعد أن مضى من النهار كله الا أقله والمأمون لا يجد صيدا ، فأطلق أحد صقوره ليبحث عن طريدة ، فلما حلق الصقرعاليا وغاب عن الأنظار ساعة ، عاد بعدها وهو يحمل حية بين مخالبه ، ألقاها أمام المأمون ، فأمر المأمون بوضع الحية في صندوق كان عنده وقال لأصحابه : قد دنى حتف ذلك الغلام في هذا اليوم ، وعلى يدي . ثم عاد الموكب أدراجه نحو بغداد.
وفي طريق عودته ، إلتقى بالصبية أنفسهم والامام الجواد بن علي بن موسى الرضا بينهم ، فإقترب منه قائلا (وكأنما يتابع معه حديث الصباح) :
وما عندك من أخبار السموات ؟
فأجاب الامام الجواد عليه السلام قائلا: حدثني أبي عن آبائه ، عن النبي ، عن جبرائيل ، عن رب العالمين أنه قال : بين السماء والهواء عجاج (والعجاج هو الغبار أو الدخان) يتلاطم به الأمواج . فيه حيات خضر البطون ، رقط الظهور) لونها مبقع بالبياض والسواد) ، يصيدها الملوك بالبزاة الشهب ، ليمتحنوا به العلماء ..
فقال المأمون : صدقت ، وصدق أبوك ، وصدق جدك ، وصدق ربك .
نعم كان هذا هو اللقاء الأول بين الامام الجواد عليه السلام والمأمون العباسي ، وتوالت اللقاءات ، وتعرف المأمون بعد ذلك أكثر وأكثر على مناقب وفضائل الامام العالية ، وضلوعه بالعلم والمعرفة ، فصمم أن يزوجه إبنته.
إعتراض العباسيين على المأمون لتزويج إبنته من الامام الجواد.
كان المأمون يرمي من تزويج إبنته من الامام محمد الجواد عليه السلام ، إكتساب رضى السادة العلويين ، وإزالة ذكرى الموت المفاجىء للامام الرضا عليه السلام من الخواطر ، مدعيا الصفاء معهم ، كما كان يرمي من جهة ثانية الى أن يكون الامام الجواد عليه السلام على مقربة منه ، ليتمكن من مراقبته بواسطة عيونه وجواسيسه ، ومعرفة تحركات الامام واتصالاته ، وقد سبق للمأمون أن أتبع الأسلوب نفسه مع الامام الرضا عليه السلام.
ولما علم العباسيون بالأمر ، ثقل عليهم وأستكبروه ، وخافوا أن ينتهي الأمر مع الامام الجواد الى ما نتهى اليه مع أبيه الامام الرضا عليهما السلام ، فيفوز بولاية العهد ، فإجتمع نفر منهم الى المأمون قائلين : ننشدك الله يا أمير المؤمنين أن تصرف النظر عن هذا الأمر الذي عزمت عليه من تزويج إبن الرضا ، فإنا نخاف أن تخرج عنا أمرا قد ملكناه ، وتنزع عنا عزا قد ألبسناه ، فقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم آل علي قديما وحديثا ، وما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك معهم ، وقد كنا في وهلة (فزع)، فإصرف رأيك عن إبن الرضا ، وإعدل الى من تراه من أهل بيتك يصلح لها دون غيرهم..
فأجابهم المأمون : أما ما كان بينكم وبين آل أبي طالب ، فأنتم السبب فيه ، ولو أنصفتم القوم لكانوا أولى بكم ، وأما ما كان يفعله من قبلي ، فقد كان قاطعا للرحم ، وأعوذ بالله من ذلك .. وأما أبوجعفر محمد (الجواد) بن علي فقد إخترته لتبريزه (تفوقه) على كافة أهل الفضل في العلم ، مع صغر سنه .. وأن ليعلموا أن الرأي ما رأيت فيه . أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه ، فقالوا: أتزوج إبنتك وقرة عينك صبيا لم يتفقه في دين الله ، ولم يعرف حلاله من حرامه ، ولا فرضه من سنته ؟ فأمهله ليتأدب ويقرأ القرآن ويتفقه في الدين ، ثم إصنع ما تراه بعد ذلك ..
فقال لهم : ويحكم ، إني أعرف بهذا الفتى منكم ، وإنه لأفقه منكم .. وإن شئتم فإمتحنوه ، فإن كان كما وصفتم قبلت منكم .
فقالوا: لقد رضينا لك ولأنفسنا بإمتحانه , فخل بيننا وبينه ، لنعين من يسأله بحضرتك عن شيء من فقه الشريعة ، فان أصاب الجواب لم يكن لنا إعتراض ، وإن عجز عن ذلك فقد كفينا أمره.
فقبل المأمون ، وعين لهم يوما لذلك .
ثم إجتمع رأيهم على يحيي بن أكثم ، قاضي القضاة يومذاك ، على أن يسأل الامام الجواد عليه السلام مسألة لا يعرف الجواب عنها ، ووعدوه بأموال وفيرة إن استطاع ذلك .


الإمام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم
إمتحان الامام الجواد في مجلس المأمون العباسي

وفي اليوم الذي عينه المأمون العباسي ، حضر الامام الجواد عليه السلام وقاضي القضاة ، كما حضر كبار العباسيين ، وأعيان الدولة ، وجلس الناس على مراتبهم ، بينما أجلس المأمون الامام الجواد الى جانبه..
من الجدير بالذكر أن تلك المجالس الفخمة التي كان العباسيون يقيمونها من وقت الى آخر ، لم تكن بالنسبة اليهم الا مجالس ترف ولهو ، ولم تكن تعقد بناء على التعاليم الاسلامية التي تراعي أصول التساوي بين الناس ، ولم يسيروا فيها على خطى الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، خطى الامام علي عليه السلام ، في جعلها مجالس للمذاكرة في تعاليم الاسلام وأحكامه ، مما يعود بالفائدة على الجميع ، بل كانت مجالس للمناظرة والمبارزة الكلامية والقاء الأشعار والخطب .
فحضور الامام الجواد عليه السلام في هذه المجالس لم يكن حضور مشارك أو حتى ضيف , بل كان (في الواقع) حضورا قهريا اجباريا لا يستطيــع الفكاك منه .
على أية حال فقد جلس الامام عليه السلام في مكان فخم مزين الى جانب المأمون ، وساد المجلس صمت مطبق ، والكل يتطلع الى رؤية الامام الجواد عليه السلام ، هذا القادم الجديد الى بغداد ، والذي لم تقع عليه أعين الناس من قبل ، ورؤية مقدرته ، وهو إبن تسع سنين ، في مواجهة قاضي قضاة بغداد ، ويتساءلون:
قطع القاضي يحيي بن أكثم حبل الصمت ، والتفت الى المأمون قائلا:
أيأذن لي أمير المؤمنين بأن أوجه سؤالا الى أبي جعفر بن الرضا؟
أجاب المأمون : عليك أن تأخذ الإذن منه ..
إلتفت يحيي بن أكثم الى الامام الجواد عليه السلام قائلا:
أتأذن لي (جعلت فداك) في مسألة ؟ فقال له أبوجعفر: سل إن شئت . قال يحيــي : ماذا تقول في محرم قتل صيدا؟ أجاب الامام عليه السلام:
قتله في حل أو حرم ؟ عالما كان المحرم أم جاهلا؟ قتله عمدا أو خطأ ؟ حرا كان أم عبدا؟ صغيرا كان أو كبيرا؟ مبتدئا بالقتل أم معيدا؟ من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟ من صغار الطير أم من كباره؟ مصرا على ما فعل أم نادما؟ في الليل كان قتله للصيد في أوكاره أم نهارا؟ محرما كان بالعمرة إذ قتله ، أو بالحج كان محرما؟
فتحير يحيي بن أكثم ، وبان في وجهه العجز والانقطاع ، وتلجلج حتى عرف أهل المجلس أمره)).
تحير يحيي بن أكثم ، وتحير معه كل من حضر المجلس ، وأدركوا بأن الامام الجواد عليه السلام بحر من العلم والمعرفة ، فقد أعطاهم (على صغر سنه) درسا في الأحكام ، وهو أن الحكم في كل مسألة يختلف بإختلاف ظروفها وملابساتها.
ويروى أن المأمون طلب من الامام أن يسأل يحيي بن أكثم كما سأله ، فأجاب الامام الى طلبه ، وسأل القاضي سؤالا لم يعرف الاجابة عليه ، وقال : والله لا أهتدي لجوابك ، ولا أعرف الوجه في ذلك ، فإن رأيت أن تفيدنا ، فإستجاب الامام الى رغبته ، وأعطاه جواب المسألة..
عند ذلك أقبل المأمون على من حضره من أهل بيته قائلا: ويحكم ، إن أهل هذا البيت خصوا من بين الخلق بما ترون من الفضل ، وإن صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال ، أما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إفتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو إبن عشر سنين ، وقبل الاسلام منه ، ولم يدع أحدا في سنه غيره ؟ أفلا تعلمون الآن ما خص الله به هؤلاء القوم ، وأنهم ذرية بعضها من بعض ، يجري لآخرهم ما يجري لأولهم ؟ فقالوا: صدقت يا أمير المؤمنين ، إن ما تراه هو الصواب .

الزواج السياسي

سر المأمون لخروجه من المراهنة منتصرا ، ورأى أن يستغل الفرصة ، فالتفت نحو الامام قائلا:
يا بقية الرسول صلى الله عليه وآله ، لقد علمت فضلك ومنزلتك ، وإخترتك زوجا لإبنتي ((أم الفضل)) ، وإني - رغم معارضة الكثيرين لهذا الزواج - أطلب منك القبول.
تردد الامام ، فهو لا يعرف تماما ما يرمي اليه المأمون من هذه المصاهرة ، ويدرك الأهداف التي تكمن وراءها ، فهي ليست في الواقع الا زواجا سياسيا ، يحقق للمأمون أغراضه في تهدئة وإرضاء العلويين وفي جعل الامام الجواد عليه السلام قريبا منه وتحت مراقبته.
شعر الامام بالضيق ، لكنه كان يدرك حرج الموقف ، فهو لا يستطيع أن يرفض طلب المأمون أمام هذا الجمع الكبير من أعيان بغداد ، ورجالات الدولة وقوادها ، ففي الرفض إهانة عظيمة للمأمون ، والله وحده يعلم النتائج ..
هنا لم يجد الامام بدا من القبول ، لكنه إشترط أشترط أن يحدد لابنه المأمون صداقا مساويا لصداق جدته الزهراء عليها السلام ، وهو خمسمائة درهم ، ورضي المأمون بذلك..
أقام المأمون بهذه المناسبة إحتفالا عظيما ، هيا له جميع مظاهر الأبهة والجلال ، وأمر بالخدم والحشم بإرتداء الملابس الفاخرة ، وراحوا يستقبلون الضيوف ويوزعون عليهم الهدايا الثمينة ، ثم فرشت الموائد الحافلة بأفخر الطعام ، وأكل الناس..
بقي الامام يكتم سخطه من هذه المصاهرة ، ومن الأعباء التي خلقتها له ، وأحس بتسلط المأمون عليه ، وكم كان يتمنى لو بقي في المدينة .. فهو يدرك أن الذي فعل بالامام الرضا عليه السلام ، من صنوف المكر والتآمر ما فعل ، حتى لقد إغتاله أخيرا بأسلوب جبان غادر بدس السم في العنب اليه ، هو نفسه المأمون الذي يصاهره الآن ، ولعله أصبح أكثر إصرارا على المضي في خططه الماكرة ، الرامية الى إجتثاث أمر الامامة من الجذور، ما دام يرى فيها خطرا جديا يتهدد وجوده ومستقبله في الحكم . فكر الامام بكل هذا ، لكنه لم يستطع حيال الأمر شيئا غير الصبر،, وأسلم أمره لله سبحانه وتعالى .
ودارت الأيام .. وكبرت ((أم الفضل)) وكبر الامام ، وتم الزواج .
عاش الامام الجواد عليه السلام في بغداد مدة من الزمن بعد زواجه ، وقد حاول المأمون جره الى المجالس التي كان يقيمها لكنه لم ينجح ، فقد حرص الامام على تجنبها والابتعاد عنها ما وسعه ذلك ، وإذا صادف حضوره بعضها ، فقد كان يستغل وجوده لإزجاء النصح والموعظة الحسنة ، ومناضرة أصحاب الفكر والعقائد المنحرفة ، وكانت تلك الفترة - رغم ما تخللها من مضايقات - فترة هادئة إجمالا ، إنصرف فيها عليه السلام الى القيام بالارشاد والتوجيه ، الى ما فيه صلاح الاسلام والمسلمين .
وقبل وفاة المأمون بعام واحد تقريبا ، خرج الامام من بغداد ترافقه زوجته قاصدين مكة للحج ، وبعد أداء الحج توجه الى المدينة ، وبقي فيها حتى وفاة المأمون ، وإستلام المعتصم للحكم بعده.
كان المعتصم العباسي أكثر ظلما من وجورا من أخيه المأمون ، وكان يكثر اللهو والشرب ورحلات الصيد ، لكنه كان يهاب الامام الجواد عليه السلام ، ويخشى تأثيره على الناس ، وما يلمسه من إحترامهم له والتفاتهم حوله ، فأصر على إستقدامه ثانية الى بغداد ، وذلك لنفس الأسباب التي سبقت من قبل.
خلف الامام في المدينة إبنه أبا الحسن عليا الهادي عليهما السلام ، بعد أن أوصى له بالامامة من بعده ، وتوجه الى العراق ، وكان المعتصم لما يزل يتحين الفرص للتخلص منه ، يساعده في ذلك إبن أخيه جعفر بن المأمون ، ويعقوب بن داود كبير فقهاء القصر، وغيره من الأعوان ..
كان بن داود يحقد على الامام لأنه يرى في وجوده تحديدا لنفوذه بين العامة ، وتهديدا لمركزه لدى المعتصم ، وقد جرت بينهما مناظرات عدة، كان إبن داود يخرج منهزما أمام قوة الحق والمنطق والصواب ، وحدث مرة أن أتي بسارق الى مجلس المعتصم ، فطلب من الفقهاء رأيهم في كيفية إقامة الحد على السارق ، فأشار عليه إبن داود أن يقطع يده من الرسغ ، وأقره على رأيه أكثر العلماء ، بينما أشار بعضهم بقطع يد السارق من الساعد.
هنا ألتفت المعتصم الى الامام الجواد عليه السلام يطلب رأيه ، فأشارعليه بقطع أصابع اليد فقط ، لأن قطع اليد من الرسغ يزيل موضعا من مواضع السجود السبعة ، وهو راحة اليد..
أعجب المعتصم العباسي برأي الامام وأخذ به ، متجاهلا آراء الفقهاء الآخرين ، فعظم الأمر على إبن داود ، فلأول مرة يهمل المعتصم فتواه ويأخذ بفتوى غيره ، والامام محمد الجواد عليه السلام هو السبب في ذلك ، فصار يتحين الفرص للايقاع به ، وإستطاع آخر الأمر أن يوغر عليه صدر المعتصم ، ويوقظ عنده هاجس الخوف منه على الحكم ، والخوف من إتساع نفوذ العلويين ، وذكره بما كان يفعله أسلافه من العباسيين بحق أهل بيت الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم . فصمم المعتصم على الغدر بالامام عليه السلام ، وأقدم على دس السم له في الطعام ، بالطريقة الجبانة والغادرة نفسها ، ويقال أن أداته في فعلته النكراء تلك كانت زوجة الامام أم الفضل ، نظرا لما تكنه من حقد على الامام ، لتفضيله أم الامام الهادي عليها وتوفي عليه السلام مظلوما مقتولا مستشهدا متأثرا بالسم في اليوم السادس من ذي الحجة سنة 220 للهجرة ، وهو في ريعان شبابه ، ودفن في الكاظمية الى جوار جده الامام موسى الكاظم عليهما السلام .

الأثر الطيب والحياة الطيبة

كانت حياة الامام الجواد عليه السلام صورا عن حياة آبائه الأطهار، عاشها في أداء الرسالة وتأدية الأمانة ، رغم المصائب والشدائد التي كانت تحيط به ، وقد إجتمع حوله الناس وروى عنه الرواة عشرات الأحاديث في مختلف المواضيع ، وآثرت عنه أقوال تعد من أبلغ الحكم والمواعظ.
قال له أحد أصحابه يوما : يا مولاي ، إني لأرجو أن تكون القائم من آل بيت محمد، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا فقال عليه السلام:
((ما منا الا قائم بأمر الله ، وهاد الى دين الله ، ولكن القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود ، ويملأ الأرض قسطا وعدلا ،هو الذي تخفى عن الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، وهو الذي تطوى له الأرض ، ويذل له كل صعب ، يجتمع اليه من أصحابه عدة أهل بدر، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض . وذلك قول الله : ((أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ، ان الله على كل شيء قدير)) .. فاذا إجتمعت له العدة من أهل الاخلاص ، أظهر الله أمره ، وإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل ، خرج باذن الله ، فلا يزال يقتل أعداء الله ، حتى يرضى الله))..

من مواعظ الامام الجواد عليه أفضل الصلاة والسلام
قال أبو جعفر محمد بن علي الجواد عليه السلام: كيف يضيع من الله كافله؟ وكيف ينجو من الله طالبه؟ ومن إنقطع إلى غير الله وكله الله إليه، ومن عمل على غير علم ما أفسد أكثر مما يصلح.
وقال عليه السلام: "من أطاع هواه أعطى عدوه مناه"
وقال عليه السلام: "من هجر المدارأة قارنه المكروه، ومن لم يعرف الموارد أعيته المصادر، ومن إنقاد إلى الطمأنينة قبل الخبرة فقد عرض نفسه للهلكة والمعاقبة المتعبة"
وقال عليه السلام: "قد عاداك من ستر عنك الرشد إتباعا لما تهواه"
وقال عليه السلام: "راكب الشهوات لا تقال عثرته"
وقال عليه السلام: "الثقة بالله تعالى ثمن لكل غال، وسلم إلى كل عال"
وقال عليه السلام: "إياك ومصاحبة الشرير فإنه كالسيف يحسن منظره ويقبح أثره"
وقال عليه السلام: "الحوائج تطلب بالرجاء وهي تنزل بالقضاء، والعافية أحسن عطاء"
وقال عليه السلام: "إذا نزل القضاء ضاق الفضاء"
وقال عليه السلام: "لا تعاد أحدا حتى تعرف الذي بينه وبين الله تعالى، فإن كان محسنا فإنه لا يسلمه إليك وإن كان مسيئا فإن علمك به يكفيكه فلا تعاده"
وقال عليه السلام: "لا تكن وليا لله في العلانية، عدوا له في السر"
وقال عليه السلام: "التحفظ على قدر الخوف"
وقال عليه السلام: "عز المؤمن في غناه في الناس"
وقال عليه السلام: "نعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر"
وقال عليه السلام: "لا يضرك سخط من رضاه الجور"
وقال عليه السلام: "من لم يرض من أخيه بحسن النية لم يرض منه بالعطية"
وقال عليه السلام: "الأيام تهتك لك الأمر عن الأسرار الكامنة"
وقال عليه السلام: "تعرف عن الشيء إذا صنعته لقلة صحبته إذا أعطيته"
ومن الأقوال المأثورة عنه قوله عليه السلام:
حسب المرء من كمال المروءة تركه ما لا يجمل به، ومن حيائه أن لا يلقى أحداً بما يكره . . ومن سخائه برّه بمن يجب حقّه عليه، وإخراجه حقّ الله من ماله، ومن إسلامه تركه ما لا يعنيه، وتجنّبه الجدال والمراء في دينه، ومن كرمه إيثاره على نفسه، ومن صبره قلّة شكواه، ومن إنصافه قبول الحقّ إذا بان له . . ومن شكره معرفة إحسان من أحسن إليه . . ومن سلامته قلّة حفظه لعيوب غيره، وعنايته بإصلاح عيوبه.
وقال عليه السلام: العامل بالظلم والمعين له والرّاضي به شركاء.
وقال (ع) أيضاً: من عمل بغير علمٍ كان ما يفسد أكثر مما يصلح، إيّاك ومصاحبة الشّرير، فإنّه كالسيف المسلول، يحسن منظره ويقبح أثره . . . عز المؤمن غناه عن الناس.
وقد أحاطت كلماته عليه السلام بجميع الجوانب التي تشدّ الإنسان إلى الخلق الكريم، والأدب الرفيع، والسلوك القويم، وكلّ ما يرفع من شأن الإنسان، ويوفّر له السعادة، والكرامة، في دنياه وآخرته.
لهذا ونحوه، وهب الأئمة من أهل البيت عليهم السلام حياتهم ووجودهم، وتحمّلوا في سبيل ذلك كلّ أنواع الظلم والجوروالتّشريد، ورحلوا عن دنيا الناس بأجسادهم، وظلّوا فيها أحياء بسيرتهم ومبادئهم وتعاليمهم، التي تلهم الأجيال كلّ معاني الخير والنبل والفضيلة، في كلّ زمانٍ ومكانٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
"عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلّوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا"
أدم الصلاة على النبي محمد فقبولها حتما بدون تردد
أعمالنا بين القبول وردهـــا الا الصلاة على النبي محمد











الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://animelovers.ak.com
 
الامام الجواد .. جواد الأئمة جواد كريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من روائع الامام الشافعى
» رهبان في المدينة - قصة رهبان مع الامام علي عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عشاق الانمي :: القسم الاسلامي :: قسم العلوم الدينية والامور الفقهية-
انتقل الى: