بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد اللحظات
قد تمر بنا لحظات نشعر فيها بالسعادة .. ونظن حينها أننا بلغنا قمتها.. لكن سُرعان ما تزول هذه السعادة .. لأنها متعلقة بالدنيا .. نعم بالدنيا .. فالدنيا زائلة وسعادتها مؤقته ..لأننا نسعد لحظه ونحزن لحظات بسببها .. تُعطي القليل وتأخذ الكثير من وقتنا وجهدنا وتفكيرنا..
لكـــــــــن لماذا تذهب هذه السعادة بعد تحقيق الهدف الذي سعدنا من أجله ؟؟
سؤال يحتاج إلى إجابة ووقفة !!
فإذا كان المرء تاجر يجمع ليل ونهار الأموال الطائلة .. ويبني القصور الهائلة .. ويمنع الزكاة الواجبة .. ويحقق أحلامه وطموحاته ..
سيسعد للحظات لكن ثم ماذا بعد كل هذا ؟؟
الآن سأُجيب عن تساؤلي
بعد كل هذا موت ثم قبر ثم حساب ثم جنة أم نار
هذه الحقيقة التي تغافلنا عنها حتى تناسيناها
فإذا حققنا آمالنا وطموحاتنا غمرتنا السعادة وكأن الدنيا حيزت لنا
لكن إذا أذنبنا وعصينا نطقنا بعبارة ورددناها بدون استشعار لمعناها
وهي : استغفر الله
ثم سرعان ما نصمت ولا نتوب
حالنا هكذا لكن إلى متى ... ؟
نحن لا نطالب البشر بترك السعي وطلب الرزق .. وتحقيق أهدافهم الدنيوية النافعة
لكن لماذا تغافلوا عن هدفهم الحقيقي وهو عبادة الله عز وجل والسعي لرضاه
ومصيرهم الأبدي الذي حتما سوف الكل يلقاه
أحبتي في الله
أسعد اللحظات هي التي نعيشها في كنف طاعة الرحمن ..
فتملى قلوبنا الخشية والإطمنان ..
وتدمع عيوننا من الوجل من رب الأرباب ..
أسعد اللحظات في صيام النهار ..
وقيام الليل والناس نيام ..
والإستغفار بالأسحار ..
والإنفاق في سبيل الغفار ..
والحرص على الأوراد والأذكار ..
أسعد اللحظات عندما ندخل السرور على مسلم
بإبتسامة صادقة .. ومن القلب نابعة ..
وبالكلمة الطيبة التي تؤلف بين القلوب .. وترضي عالم الغيوب ..
أسعد اللحظات عندما نحترم الكبير .. ونعطف على الصغير ..
ونحمل همّ الفقراء والمساكين .. والأيتام والمشردين ..
لكن قمة السعادة
عندما تثبت أقدامنا في الجنه
ونرى وجه الكريم فهي السعادة الحقه
حينها نأمن من الخوف والشقاء .. ونرتاح بعد العناء .. ونسعد بعد الأحزان
وننال بصبرنا الرضوان ..
***
وصدق القائل :
أحزان قلبي لا تزول
حتى أُبشر بالقبول
وأرى كتابي باليمين
وتقر عيني بالرسول
أخيرا ..
لنسترخي قليلا ونطلق العنان لفكرنا ليخوض في نسج كل الأحلام والآمال
نتأمل الأتراح ونتأمل الافراح
فهل هذه الأحزان تساوي غمسه في نعيم الجنان
وهذه الأفراح هل تساوي غمسه في النيران اعاذنا الله منها
ففي الجنه مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
فما أرووع الجنان وأعظم منّ الرحمن
لكن هذا النعيم لا يُنال إلا بالصبر على الطاعة
والأمانة في أداء العبادة
فيا أيها الراغب في الجنان
اثبت على التقوى والإحسان
وارض الرب المنان
قال تعالى : {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } .."الحديد21"
فلا تقنط من رحمة الله بسبب ذنب استهواك
فقد قال تعالى : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
بل اسعى جاهدا لنيل أعلى المراتب في الجنه
وأثبت على أن تكون داعية
بتعاملك السوي وخلقك الحسن
ازرع الخير في قلبك وقلوب من حولك
فلقد قال الرسول : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
جعلنا الله واياكم من احسن الخلق أخلاقا وأقربهم لله رضا وحبا