لا زلت ألحظ طرف عينيكِ الخفي..
يهرب من حدوده ليرشقني بنظرات أفقه معناها،
ولا زلت ألمس في همس كلماتكِ
ذلك الشوق المسكوب بعناية بين أحرفها،
قرأتُ في صفحاتِ كفّك..
خطوط الانتظار التي تدعو قلبي إلى قلبكِ،
سبرت أغوار صمتك،
عثرت فيها على سر هدوئك..
عرفت أنك تنوين بناء عرشٍ من الحب
لـ ــــــنا!
~أصيخي السمع~
معزوفتي تَقطّعت أوتارها،
أضحت تناغيمها
تحاكي غموض الـ ـموت!
~انظري جيّداً ~
مائدتي نزفت عليها جراحي،
غثياني، وهذيان ضياعي..
دمعتي تشكلت من تكاثف أحزاني،
اجتمعت مع انهزام روحي،
مع جزيئاتي المتناحرة،
ومع تافه ذرّاتي..
تلك هي تركيبة دمعي..
إنه ما لـــ ـح!
~تنبّهي..! ~
ذاك جرس أنذار يرن في أحشائي،
ليخبرك عن غمومي،
عن يأسي..
وتعسي..
تنبهي،مرة أخرى..
قد أهديك وردة حمراء..
لكنها ستكون جافة،
متكسرة الأطراف،
مهشمة، كأنه قد مرّ فيها دخانٌ
انبعث من لهيب احتراقي..
تنبهي أيضاً،
فقد أرسل لك راسلة للتعبير عن تحرّك كياني
باتجاه عنفوان نظراتك،
لكنها ستكون مهيضة الجناح..!
خجولة العبارات..
محزونة الحروف،
ربما تأبى دمعاتي المالحة إلّأ أن تقتحم هدوء مشاعري
لتصبغ رسالتي بذاك الـ يأس الأسود!
مسكينة أنت..!
كيف ارتمى قلبك في وديان حبي السحيقة؟
لماذا أحببتِ أكثر المخلوقات تعساً؟
أما كن من الأفضل أن تنأي عن انفجاراتي؟
أن تحمي جسدك الفاتن
من شظايا ويلي وحزني التي تقذف ما حولها
فتخلع عليه ثوباً من الحزن؟
لم أعتد أن أمر من مكانٍ
إلا وأترك فيه بصمة تعاستي..
لعله حقدي على ضحكات الفرح!؟
ها أنا..
وهذه معطياتي،
تلك هي شخصيتي،
وتلك هي مائدتي..
أفطر البكاء والدموع،
أتغدى بخبز التراجع والهزيمة البائسة..
وليس عشائي سوى معزفة قهرٍ..
ترتلها عفاريت الظلام،
وتقفز في بهو بيتي الكبير
راقصة على جثتي،
أتناول بلا اكتراث
طعامي لأتزود ببعض القوة..
أزدرد الهموم، ولكي أقدر على بلعها..
أُتبعها برشفة من عصير الصبر..
ربما..
لولاه ما كنتُ حتى الآن حياً،
أنصحك.. أن تستوعبي من أنا،
أن تعرفي إن كنت قادرة على احتمال حجم انكساري،،
أما زلت مصرة؟؟
فكري..
فــ.. لك الخيار!
في أن ترحلي وتنسفيني من ذاكرتك،
أو أن تتناولي وجبة حبي المحروقة الفاسدة،
وقد عرّفتك مقاديرها ووصفتها،
فليس لك بعدُ أن تلوميني!