أسعد طائر في الكون وصاحب السعادة ....
بدأ الجو في السكون ....
وبدأت الريح في الهدوء ....
وسكن الظلام في المكان ....
وأخذت الإيقاعات الباردة بالعزف ....
المكان فارغ والهدوء يزداد ساعة بعد ساعة ....
أتأمل الليل مع صوت صفير الرياح بين حنايا نوافذ غرفتي ....
الأبواب تتلاطم مع بعضها البعض ....
وفجأة سكن المكان وازداد ضوء القمر للعيان ....
وفي لحظة تأمل مع هدوء مخيف وإذ بذلك الضوء المشرق يتخلل نوافذ غرفتي ومع ازدياد خفقان قلبي وارتعاد فرائصي حتى كادت روحي أن تهم بالخروج من جسدي ....
كان ذلك الضوء يزداد سطوعا وبداء لونه بالتدرج نحو اللون الأزرق الذي أحبه ثم بدأت في البحث عن مصدر ذلك الضوء وتوجهت نحو نافذة غرفتي فإذا بذلك الطائر الجميل المشع بذلك الضوء الأزرق اللون إذا به يقترب مني
كلما اقترب مني كلما ازداد قلبي بالخفقان حتى نسيت أني في المكان ....
هدوووووووووء طويـــــــــــــــل ....
تزداد برودة المكان ....
ويزداد قلبي بالخفقان ....
واذا بذلك الطائر يمد لي جناحاهـ ....
ويمتـــــــد الهدوء ويطول الصمت
فجأة وبدون احساس مني امتدت يداي لتصافح أجنحة ذلك الطائر الملساء وكأنها من أرقى أنواع الحرير فصافحني وابتسم !
لحظة صمــــــت !
انتظرت منه الكلام فلم يتكلم ...
وفجأة ...
وبدون أن أعي ما أقوول قلت له : أنت الأمان , أنت الحب والحنان , أنت رائحة الريحان , أنت نور العينان , وأنت مصدر الاطمئنان .
صمت طويــــــــــــــــــــــل ....
لم أعد أحتمل الوقوف , أطرافي بدأت في البرود , عيناي لم تستطع الإمعان , قلبي يطرب المكان , عقلي يتذكر الألحان , الريح عادت للمكان , والبرد لا يقدَر الزمان , جسدي كان في الحاجة للرمان .
هدوووووووووء طويـــــــــــــــل ....
وتأمــــــل عميـــــــــــق ....
وإذا بذلك الطائر يصرخ وبدون وعي مني لم أعي معنى تلك الصرخة ....
بدأت بعدها في لملة شتات عقلي وحنين قلبي واطمئنان نفسي وبدأت في الرجوع للخلف فكان ذلك الطائر يسرع الطيران نحوي ثم كرر تلك الصرخة الناعمة فتلاقت مع انجذاب روحي نحو ذلك الصوت فإذا بي أتلذذ بسماع تلك النغمات النابعة من تلك الروح النقية .
لقد سمعتها !
نعم لقد سمعت تلك الهمسة أول مرة في حياتي نعم إنها همسة !
لقد كانت همسة مع قوة وشدة الصوت !
ولكن باختلاف حلاوة الصوت فقد كانت أعذب همسة سمعتها في حياتي !
فياله من طائر !
تساءلت كيف أطلق تلك الهمسات !؟
وكيف عرف أن نفسي تعشق تلك الهمسات !؟
وكيف عرف أنني في انتظار سماع تلك الكلمات !؟
نعم لقد همس في قلبي قبل أن يهمس في أذني ....
همس وقال : أنت أسعد إنسان في الكون ولهذا فإن لقبك هو
(( صــاحب السـعـادة ))
نعم قالها !
قال تلك الكلمات حتى أحسست بعدها أن الروح قد غادرت الجسد تحلق نحو السماء ....
ثم أخذت أتأمل تلك الكلمات ونعومة مخرجها وحلاوة مذاقها ونقاوة ألحانها !
وأتأمل ذلك الطائر أتأمل ضوئهـ الساطع , شكله الجميل !
ومع شدة اعجابي بضوئه وشكله وصوته لم أستطع التمييز !
فقد كنت في حالة من أسمى وأرفع الحالات !
حالة تلاقي الأرواح , حالة عناق الأجساد , حالة سمو القلوب !
وأخذت روحي تهمس لروحه فقالت من أنت !؟
وكيف عرفت أنني في هذا المكان الهادئ !؟
فكان الجواب : أنا أسعد طائر في الكون .
ولا يستطيع رؤيتي إلا أسعد إنسان في الكون
(( صــاحب السـعـادة ))
فأنت (( صــاحب السـعـادة )) وأنت صديقي الوحيد فلهذا ستراني كل يوم وسألعب وأمرح معك كل يوم وسنقضي سويا أسعد أيام الكون .