يا شرق بشراك ابدى شمسك الفلك |
|
وزال عنك وعن آفاقك الحلك |
|
أضحى بك القوم أحراراً قد اعتصموا |
|
من النجاة بحبل ليس يَنبتك |
|
ناد به القولُ عن أهليه مستمَع |
|
والحق متبع، والأمر مشترك |
|
ناد اذا نفرت عنا الامور به |
|
إن لم يتمَّ له من شأوه الدرَك |
|
يصطاد فيه شرودُ الحق عن كثب |
|
كالماء يصطاد في ضحضاحه السمك |
|
إن السحائب لم تظهر بوارقها |
|
ما لم يكن للقوى فيهن معترك |
|
وللتدابير حرب لا يخيب بها |
|
قوم بمستنقع الآراء قد بَركوا |
|
هذا هو المجلس الرحب الذي وسعت |
|
احكامه الناس من عاشوا ومن هلكوا |
|
هو السماء التي نعلو السماء بها |
|
تبدو من العدل في آفاقها حُبك |
|
دارت بها شمس عز الملك حيث لها |
|
حرية العيش برج والنهي فلك |
|
قد أصبح الأمر شورى بيننا فبه |
|
على الرعية لا يستاثر الملك |
|
واصبح الناس في قربى وان بعدت |
|
اديانهم من بهم حقد ولا حسك |
|
هذا الذي جاءنا الدين الحنيف به |
|
وحياً من الله مبعوثاً به الملك |
|
هذا به نهض الاسلام نهضته |
|
من قبلُ إذ قام يستولي ويمتلك |
|
يا قوم قد حان حين تسخرون به |
|
ممن بكم سخِروا من قبلُ أو ضحكوا |
|
مات الزمان الدي من قبل كان به |
|
يحيا امرؤ لم يكن في السعي ينهمك |
|
هلا نظرتم لما في الغرب من سَنَن |
|
كل به سائر طَلقاً ومُنسلك |
|
لم تلق للحق وجهاً فيه محتقرا |
|
ولم تجد حُرمة للعلم تنتهك |
|
في الغرب أصوات عل يبعثون بها |
|
من في القبور فهل قي سمعكم سكك |
|
فشمروا يا رجالَ الشرق عن هِمم |
|
حجابها عند اهل الغرب منتهك |
|
ولست أطلب منكم فعلَ ما فعلوا |
|
ولا أحاول منكم ترك ما تركوا |
|
بل فاذكروا اوليكم كيف قد سلفوا |
|
ثم اسلكوا في المعالي أية سلكوا |
|
واستخلصوا عسجد المجد الذي بلغوا |
|
سبكا على قالب العلم الذي سبكوا |
|
لاعذر للشرق عند الغرب بعدئذ |
|
واستنجدوا العلم ان العلم شكته |
|
في حومة العيش تبلى دونها السنكك |
|
اما المدارس فلترفع قواعدها |
|
حتى تقوم وطود الجهل مؤتفك |
|
منابع العلم إن غاضت بمملكة |
|
فاضت بسيل الدواهي حولها برك |
|
من شاد مدرسة للعلم هد بها |
|
سجنا لمن أفسدوا في الأرض أو فتكوا |
|
وكم أَثارت رياح الجهل من سحب |
|
تهطالهن دم في الارض منسفك |
|
فالعلم والجهل كل البون بينهما |
|
هذا الفسوق وذاك الفوز والنسك |
|
ضد ان ما استويا يوما ولا اجتمعا |
|
وهل ترى يتساوى النور والحلك |
|
نادوا البدارَ البدارَ اليوم إنكم |
|
يا قومُ ساهون حيث الأمر مرتبك |
|
كم رددت كلمات الناصحين لكم |
|
حتى لقد مل من مضغ لها الحَنك |
|
يا قوم قد طلعت شمس الهدى وبها |
|
للناس قد وضحت من رشدهم سكك |
|
وانشد الشرق مسرورا يؤرخها |
|
«حرية المُلك أهدى شمسها الفلك» |